"الأذان" وحد هتافات المصريين والجزائريين في استاد القاهرة
أثبتت مباراة مصر والجزائر في الجولة الأخيرة من تصفيات كأس العالم
المقررة بجنوب إفريقيا 2010 أن الشخصية العربية دائما تتمسك بالنواحي
الدينية، أملا في تحقيق أحلامها حتى وإن كانت في نظر الآخرين تافهة ولا
تستحق كل هذا الإخلاص في التقرب إلى الله.
كانت كواليس اللقاء الذي انتهى لصالح "الفراعنة" بهدفين نظيفين مليئة
بالمشاهد التي يجب إبرازها لأنها لعبت دورا كبيرا في الخروج بتلك النتيجة
لتستمر الإثارة لمدة 90 دقيقة فاصلة يوم الأربعاء في العاصمة السودانية
الخرطوم.
تسابقت جماهير الفريقين على حضور إلى استاد القاهرة قبل ساعات من
الموعد المحدد لانطلاق المباراة، وخلال التواجد في المدرجات لم يهدأ
الطرفان لحظة ولم يبخلا في إظهار مساندتهما لمنتخبهما سواء مصر أو
الجزائر، وطبيعي كانت الغلبة للمصريين الذين بلغ عددهم 80 ألف متفرج مقابل
2100 مشجع جزائري جلسوا وسط حماية مشددة من الأمن في الدرجة الأولى
العلوية جهة اليمين.
اختلفت الأهازيج والهتافات ما بين اللهجة المصرية والجزائرية المطعمة
بكلمات فرنسية، لكن عندما حانت لحظة أذان صلاتي المغرب والعشاء عم الصمت
على المدرجات، فالجميع التزم الهدوء للاستماع إلى المؤذن الذي خرج صوته
بقوة من سماعات الإذاعة الداخلية لاستاد القاهرة، وبعدها ردد جماهير
الفريقين آيات سورتي الفاتحة والإخلاص، فكانت تلك اللحظة التي فشلت فيها
جميع وسائل الإعلام والحكماء من قبل الطرفين في تحقيقها، لحظة تتوحد فيها
جماهير مصر والجزائر على كلمة واحدة دون الإساءة للطرف الآخر في روح
رياضية عالية.
يا رب
وحرص مشجعو المنتخبين على تصوير تلك اللحظات التي لم تلتقطها كاميرات
التلفزيون؛ لأن موعد المباراة لم يكن قد حان بعد، كما أن جميع القنوات
الرياضية التي نقلت اللقاء كانت مشغولة في هذا التوقيت بالتحليل الفني
وإبراز نقاط القوة والضعف للفريق وبث الإعلانات التجارية التي تعود عليها
بالأموال الطائلة.
وفي هذا الإطار قال هادي فؤاد الذي حضر لمساندة المنتخب المصري داخل
مدرجات الدرجة الثالثة، إن كلمة "يا رب" كانت تزلزل استاد القاهرة بالفعل،
فكان لها تأثير إيجابي قوي على نفوس الجماهير نفسها التي زادت ثقة في قدرة
فريقها على تحقيق الحلم بالوصول إلى كأس العالم، وكان الدعاء الجماعي
طريقة ناجحة لإشعال حماسة اللاعبين الذين كانوا على قدر المسؤولية.
وأضاف فؤاد أن الجماهير كانت مشحونة بشكل كبير بواسطة وسائل الإعلام؛
لأن الوصول إلى نهائيات كأس العالم حلم كبير لم يتحقق منذ 20 عاما، فجيل
الشباب معظمه لم يشاهد منتخب بلده يلعب في المونديال؛ لذا فالوقت حان
للعودة لمنافسات تلك البطولة بعد غياب طويل.
كانت الصحف المصرية ووسائل الإعلام المرئية قد امتلأت بالإعلانات
التجارية لمختلف البضائع، واتفق مضمونها على الدعاء لمنتخب مصر لتخطي عقبة
الجزائر، وأقامت إحدى شركات الاتصالات للهواتف المحمولة حملة إعلانية دعت
فيها كل المصريين بالدعاء بكلمة "يا رب" قبل بداية المباراة بخمسة دقائق.
تفاعل جزائري
وبالنسبة للجماهير الجزائرية، فكان من الصعب الوصول إليها؛ نظرا
للحماية الأمنية المحاطة بها من قبل الشرطة المصرية، لكن أنصار "الخضر"
أظهروا أن كل ما يقال عنهم بأنهم شعب متأثر بالثقافة الفرنسية وغير
متمسكين بهويتهم ليس إلا مجرد أكاذيب.
لذا لم يكن غريبا أن تتفاعل الجماهير الجزائرية مع دعاء المصريين إلى
الله، فالجميع كان يدعو لنصر فريقه في تلك المباراة الحاسمة، وخلال أذان
المغرب ظل جميع مشجعي "الخضر" رافعين أيديهم إلى السماء ليطلبوا من الله
المساندة والتوفيق.
ورغم أن المباراة انتهت بتفوق مصر بهدفين دون رد، فإن هذا لا يعني أن
المصريين كانوا أكثر إخلاصا في الدعاء، لكن كرة القدم لا يتم حسمها
بالدعاء فقط إنما بجهد اللاعبين وخطط المدربين، وما زال هناك لقاء فاصل
سيكون مليئا بالإثارة، وفي نهايته سيعرف الوطن العربي من سيكون ممثله
الوحيد في كأس العالم.
Source :
mbc
أثبتت مباراة مصر والجزائر في الجولة الأخيرة من تصفيات كأس العالم
المقررة بجنوب إفريقيا 2010 أن الشخصية العربية دائما تتمسك بالنواحي
الدينية، أملا في تحقيق أحلامها حتى وإن كانت في نظر الآخرين تافهة ولا
تستحق كل هذا الإخلاص في التقرب إلى الله.
كانت كواليس اللقاء الذي انتهى لصالح "الفراعنة" بهدفين نظيفين مليئة
بالمشاهد التي يجب إبرازها لأنها لعبت دورا كبيرا في الخروج بتلك النتيجة
لتستمر الإثارة لمدة 90 دقيقة فاصلة يوم الأربعاء في العاصمة السودانية
الخرطوم.
تسابقت جماهير الفريقين على حضور إلى استاد القاهرة قبل ساعات من
الموعد المحدد لانطلاق المباراة، وخلال التواجد في المدرجات لم يهدأ
الطرفان لحظة ولم يبخلا في إظهار مساندتهما لمنتخبهما سواء مصر أو
الجزائر، وطبيعي كانت الغلبة للمصريين الذين بلغ عددهم 80 ألف متفرج مقابل
2100 مشجع جزائري جلسوا وسط حماية مشددة من الأمن في الدرجة الأولى
العلوية جهة اليمين.
اختلفت الأهازيج والهتافات ما بين اللهجة المصرية والجزائرية المطعمة
بكلمات فرنسية، لكن عندما حانت لحظة أذان صلاتي المغرب والعشاء عم الصمت
على المدرجات، فالجميع التزم الهدوء للاستماع إلى المؤذن الذي خرج صوته
بقوة من سماعات الإذاعة الداخلية لاستاد القاهرة، وبعدها ردد جماهير
الفريقين آيات سورتي الفاتحة والإخلاص، فكانت تلك اللحظة التي فشلت فيها
جميع وسائل الإعلام والحكماء من قبل الطرفين في تحقيقها، لحظة تتوحد فيها
جماهير مصر والجزائر على كلمة واحدة دون الإساءة للطرف الآخر في روح
رياضية عالية.
يا رب
وحرص مشجعو المنتخبين على تصوير تلك اللحظات التي لم تلتقطها كاميرات
التلفزيون؛ لأن موعد المباراة لم يكن قد حان بعد، كما أن جميع القنوات
الرياضية التي نقلت اللقاء كانت مشغولة في هذا التوقيت بالتحليل الفني
وإبراز نقاط القوة والضعف للفريق وبث الإعلانات التجارية التي تعود عليها
بالأموال الطائلة.
وفي هذا الإطار قال هادي فؤاد الذي حضر لمساندة المنتخب المصري داخل
مدرجات الدرجة الثالثة، إن كلمة "يا رب" كانت تزلزل استاد القاهرة بالفعل،
فكان لها تأثير إيجابي قوي على نفوس الجماهير نفسها التي زادت ثقة في قدرة
فريقها على تحقيق الحلم بالوصول إلى كأس العالم، وكان الدعاء الجماعي
طريقة ناجحة لإشعال حماسة اللاعبين الذين كانوا على قدر المسؤولية.
وأضاف فؤاد أن الجماهير كانت مشحونة بشكل كبير بواسطة وسائل الإعلام؛
لأن الوصول إلى نهائيات كأس العالم حلم كبير لم يتحقق منذ 20 عاما، فجيل
الشباب معظمه لم يشاهد منتخب بلده يلعب في المونديال؛ لذا فالوقت حان
للعودة لمنافسات تلك البطولة بعد غياب طويل.
كانت الصحف المصرية ووسائل الإعلام المرئية قد امتلأت بالإعلانات
التجارية لمختلف البضائع، واتفق مضمونها على الدعاء لمنتخب مصر لتخطي عقبة
الجزائر، وأقامت إحدى شركات الاتصالات للهواتف المحمولة حملة إعلانية دعت
فيها كل المصريين بالدعاء بكلمة "يا رب" قبل بداية المباراة بخمسة دقائق.
تفاعل جزائري
وبالنسبة للجماهير الجزائرية، فكان من الصعب الوصول إليها؛ نظرا
للحماية الأمنية المحاطة بها من قبل الشرطة المصرية، لكن أنصار "الخضر"
أظهروا أن كل ما يقال عنهم بأنهم شعب متأثر بالثقافة الفرنسية وغير
متمسكين بهويتهم ليس إلا مجرد أكاذيب.
لذا لم يكن غريبا أن تتفاعل الجماهير الجزائرية مع دعاء المصريين إلى
الله، فالجميع كان يدعو لنصر فريقه في تلك المباراة الحاسمة، وخلال أذان
المغرب ظل جميع مشجعي "الخضر" رافعين أيديهم إلى السماء ليطلبوا من الله
المساندة والتوفيق.
ورغم أن المباراة انتهت بتفوق مصر بهدفين دون رد، فإن هذا لا يعني أن
المصريين كانوا أكثر إخلاصا في الدعاء، لكن كرة القدم لا يتم حسمها
بالدعاء فقط إنما بجهد اللاعبين وخطط المدربين، وما زال هناك لقاء فاصل
سيكون مليئا بالإثارة، وفي نهايته سيعرف الوطن العربي من سيكون ممثله
الوحيد في كأس العالم.
Source :
mbc