الدخول في بيات شتوي ليس من طبع البشر ولا ديدن سلوكهم. لكن “الجنرال الشتاء” له تأثيره الباعث على الخمول والكسل والاكتئاب.
وأولى ضحايا برودة الشتاء هي سلوكيات النمط الصحي في عيش الحياة اليومية، وخاصة منها الحرص على متابعة ممارسة الرياضة البدنية.
ولذا نرى غالبية الناس تُهمل في تناول جرعتها اليومية، المضمونة الفائدة الصحية والرافعة لمستوى اللياقة البدنية، والمتمثلة في ممارسة الـ “30” دقيقة من التمارين الرياضية البدينة.
الإهمال في تلك الأجواء الباردة من الصقيع له ما يُبرره لدى البعض، إلا أن ثمة الكثير مما يُمكن فعله للتغلب على التغيرات والتقلبات المناخية في الشتاء، للإبقاء على الاستمرارية في ممارسة الرياضة البدنية، وفي خارج المنزل.
الرغبة والحافز
القرار بالاستمرار في ممارسة الرياضة البدنية، مهما كانت الظروف، يُمليه أن فائدتها الصحية في الوقاية من الأمراض المهمة مبني في الأساس على الاستمرار فيها.
وفصل الشتاء من الفصول التي تحصل فيها تغيرات سلبية على صحة القلب، ما يظهر في ارتفاع الإصابات بالنوبة القلبية وارتفاع معدل ضغط الدم وغيره، بمعدلات تفوق الفصول الأخرى.
كما تحصل فيه تغيرات نفسية ومزاجية، كرد فعل للتغيرات البيئية، تتطلب ممارسة الحركة والنشاط البدني للتخفيف منها. هذا بالإضافة إلى حاجة الجسم للنشاط البدني كوسيلة لتدفئته.
وما تشير الإرشادات الطبية إليه في جانب كيفية ممارسة رياضة بدنية بمقدار 30 دقيقة من الجهد المتوسط، هو أنها ليس بالضرورة تكون طوال نصف ساعة متواصلة. بل يُمكن تقسيم المدة تلك إلى فترتين أو ثلاث.
الرياضة داخل المنزل
منْ تعود ممارسة الرياضة خارج المنزل، كالهرولة أو السباحة، لديه اختيارات واسعة في ممارسة داخل أماكن مغلقة وبعيدة عن تقلبات الطقس البارد في الشتاء. والحقيقة أن المرء ليس عليه أن يكون مبدعاً جداً في اكتشاف فرص لذلك، بل يُمكن للإنسان مثلاً المشي في المراكز التجارية الكبيرة. وفيها تنتهي النصف ساعة تلك دون أن يشعر الواحد منّا بذلك، أو أن يلتحق المرء بأحد النوادي الصحية والرياضية. وهناك سيجد منْ يشجعه على ممارسة الرياضة، ومنْ يُعينه على ممارستها بشكل سليم. وقد يجد مسبحاً داخلياً مغلقاً وذا ماء دافئ.
كما يمكنه ان يستفد من ماله في شراء أجهزة رياضية منزلية متوسطة القيمة، وذا فائدة عملية. وليس بالضرورة أن تكون معقدة وإلكترونية عالية التقنية. وإذا ما اقتناها، تمكن من ممارسة الرياضة بشكل يومي، وبعيداً عن تقلبات الطقس في الشتاء وفي الصيف، وبعيداً أيضاً عن الهرولة في الشوارع والتعرض للهواء الملوث بعوادم السيارات أو مخاطر السائقين المتهورين! توخي الحذر
الحذر واجب
توخى الحذر عند الرياضة في خارج المنزل. وإن كنت ممن يرغبون في ممارسة رياضة الهرولة في أرصفة الشوارع، أو في الحدائق العامة، فلا أقل من الحرص عند الإقدام على ذلك في برودة فصل الشتاء، أو حتى في لهيب حر الصيف. ومن المقترح عليك الاهتمام حينئذ بنيل موافقة الطبيب، لإن بعض الناس، نتيجة لإصابتهم ببعض الأمراض، أكثر عُرضة للتأثر سلبياً ببرودة الطقس في أيام الشتاء. ومنهم من يتسبب تعرضهم للرياح الباردة في إثارة نوبات من ألم الصدر، كما في الذبحة الصدرية، أو نوبات الربو، أو غير ذلك. وهنا قد يكون من المفيد استشارة الطبيب حول مدى ملائمة حالتهم الصحية للرياضة في تلك الأجواء الباردة.
وتنبه للمؤشرات التي تفرض عليك عدم الاستمرار في ممارسة الرياضة خارج المنزل في البرودة. مثل جفاف وشحوب الجلد، والرجفة وبطء الكلام والخمول وغيرها من مظاهر حالة الهايبوثيرميا hypothermie أو انخفاض درجة حرارة الجسم.
نصائح.. لارتداء ملابس الرياضة في الشتاء
الأساس أن ترتدي ملابسك في طبقات. ومن المهم إدراك الكيفية الصحية لارتداء ملابس ممارسة الرياضة. وهي ما تشمل الملابس الداخلية والخارجية وحذاء الرياضة وقبعة الرأس. والأفضل هو ارتداء ملابس داخلية رقيقة، مصنوعة من مواد صناعية، تمتاز بأنها طاردة للعرق ومبعدة له عن الالتصاق بالجسم.